خرجت فوزيه من الجامعه عام 1985 كليه اداب قسم فلسفه وكانت احلامها ان تعمل مدرسه وعلي الرغم من انها كانت قصيره وممتلئه الا ان الجمال لم يصبها باي شكل وكان كل من يراها طول فتره دراستها بالجامعه لايلقي عليها تحيه ولا يتكلم معها حتي زميلاتها البنات لانها كانت حاده الطباع قليله الكلام وكانت منتقده دائما الاوضاع المقلوبه في المجتمع حتي سميت سقراط البنات.
جاء تعيين فوزيه في مصلحه الشهر العقاري وكانت صدمه لها ولكن لامانع اي وظيفه والسلام المهم تشتغل وتثبت وجودها ومن الشغل تجهز نفسها خاصه وان اهلها ناس فقراء ولا يملكون تجهيز فوزيه وعلي راي المثل لامال ولا جمال كل هذه الاسباب حولت فوزيه الي موظفه مثاليه فهي اول واحده تدخل المكتب 8 صباحا واخر موظفه تترك العمل وقد سعد الجميع بنشاطها نظرا لكسلهم الشديد سرعان ماألقوا عليها جميع الاعمال والاوراق المتاخره.
مضت الايام بسرعه واصبحت فوزيه مديره المكتب لناشطها الشديد ودقتها الشديده في فحص الاوراق واي مستند ناقص هفوه يرجع فورا ولازم الختم يكون واضح ومافيش اي ورقه تمشي بدون توقيع جميع الموظفين المسئولين وممنوع الخطأ واللوايح سيف علي رقاب العباد الصغير والكبير واي محسوبيه او واسطه ممنوعه حتي لو كان وزير العدل.
اشتهرت فوزيه بام روتين بين الناس فهي تتعامل بعسكريه في اي اوراق تقدم لها من توكيلات او اثبات تاريخ او نقل ملكيه وقد تم رفد ثلاثه من السعاه في عهدها القوي لمجرد محاولتهم تسيير اوراق بالرشوه ومحاوله سرقه الاختام حتي ان اخرهم تحول الي النيابه بتهمه السرقه والرشوه وحاول الجميع التوسط له عند ام روتين لعدم ضياع اسرته ولكن ام روتين تحسم امرها دائما ومافيش عواطف في العمل.
بدا زملاء ام روتين من كبار الموظفين الذين فاتهم قطار الزواج بالتردد الي ام روتين خاصه وان المرتب والعلاوات بقت تمام والترقيات كل سنه شغاله ومنهم الاستاذ عبد الدايم 45 سنه رئيس قسم الحسابات اعزب ولم يسبق له الزواج وبيكون نفسه انسان عصامي بدأ الوظيفه من الصفر وكافح حتي اصبح رئيس قسم واخيرا اشتري شقه غرفتين وصاله وعفشه ميه في مساكن العرايس واخيرا اصابته القرعه بعد ان قدم خمسين طلب للحصول علي شقه وحاول جاهدا ان يلمح الي ام روتين بحاله والتي كانت تعلم جيدا بوضعه ووضع كل موظف عندها ولكنها كانت تنهره وتقول له دائما شوف شغلك يااستاذ عبد الدايم رووح بسرعه علي مكتبك.
اما منصور الدكش فكان موظف ذكي عمره 48 سنه من بنها جاء الي مصر ايام الجامعه ومكث في القاهره الي ان تخرج من جامعه القاهره كليه اثار ومن يومها لم يعود الي بنها ولانه كان قصير القامه وبه علامه لجرح قديم في وجه لم يكن له حظ في الزواج كلما تقدم لفتاه رفضته ولان شقته صغيره وضيقه في حي شعبي فقد كانت قبر لاي فتاه تحلم بشقه واسعه وعفش يليق بحلم حياتها ولكنه كان من الذكاء والدهاء الذي اشتهر به الفلاح قديما فقد عرف سكه ام روتين سأل وعلي الفور ذهب وقابل اخيها السيد حسن بيومي الموجه في وزاره التربيه والتعليم الذي صعق من الخبر وبسرعه وفرح في ذات الوقت بارك له في الزواج ودعي الله ان يتمم بخير.
كانت ام روتين قد بلغت الاربعين وفي زحمه العمل والحياه نسيت الزواج ولكن عندما علمت بالخبر من اخيها رفضت في البدايه ولكن اخيها واهلها ذكراها بعمرها وانها بلغت الاربعين وان ده اخر عريس وقد تكون اخر فرصه لها وبدات ام روتين في حيره من امرها وبدات تسال عم عبد الدايم افندي اهو ارحم من منصور شويه مع ان الاتنين يعني مينفعوش ولكن عبد الدايم افندي كان طلب اجازه وقرر السفر لبلده المنوفيه للزواج.
تزوج منصور افندي ام روتين بعد ان دققت في جميع اوراقه وتمحصت من سيرته الذاتيه وختم لها بالعشره علي العفش والقايمه والمؤخر وكافه حقوقها الشرعيه في الشهر العقاري والختم مع ام روتين ولم تتم الزيجه الميمونه الا بعد شهاده بخلوه من الامراض وشهاده من اتنين موظفين انه لم يسبق له الزواج .
مرت الايام واصبح عريس الهنا مشمول بالعطف والكرامه من قبل زوجته التي بدات ولاول مره تشعر بانوثتها الجارفه التي كانت مكبوته اربعين عام وانفجر بركان الحنان والحب في داخلها والرغبه الجامحه التي كانت كالفحم قبل الاشتعال وتحولت الي نار متوهجه كل هذا كان داخل مشاعر ام روتين ولم تكن تعلم انها كنز ولكن دفن في مكان مهجور اربعين عام كل هذا الاحساس كان موجود بداخلها ولم تكن تعلم انها اصبحت صبيه عمرها اربعه عشر عام مليئه بالنشاط والحيويه ووجهها مشرق بالحب والامل والرغبه في الحياه بل والرغبه في الخلفه ولم لا فالحياه الان علي راي الاغنيه المشهوره لونها بمبي.
ومر عام ونقلت ام روتين للوزاره وسرعان ماانطفأت حلاوه الحب ولذه الزواج فالحياه عمل وكفاح وكل شئ غالي السكن والمأكل والملبس ولابد من مواصله الرحله والوزاره محتاجه الي موظفين في كفاءه ام روتين فقد عم الاهمال الوزاره وكثر السرقه والرشوه والفساد واصبحت قضايا نهب المال العام كل يوم علنا في كل الجرائد واقتحمت ام روتين الوزاره بكل اسلحتها من روتين وبيروقراطيه ولوايح وقوانين وكانت صدمه لجميع من في الوزاره كيف موظفه جديده تأتي لتكشف فساد كبير من سنين ودارت حرب شعواء بين ام روتين وشله الفساد القديمه وكان المسئول لا يتدخل الا في الفصل بينهم في الوقت المناسب.
فاقت ام روتين الجميع وبدات تراجع الكشوفات وتكتشف الاخطاء وبدات ترصد الدفاتر وتدقق وتمحص بعقلها الحلزوني حتي توصلت الي كل ماتريد واصبحت شبح يطارد كل ذي بطحه وعمل لها الكبير والصغير الف حساب ثم اصابها الغرور والكبر بعد ان اصبحت مديره وعلي باب غرفه وكيل وزاره بل ومرشحه للوزاره ايضا.
ترقب الجميع في الوزاره الموقف ويقولون اصبر علي جار السوء وزادت البيروقراطيه في عهدها ومافيش ورقه تمر الا بختم واتنين بل انها ابتدعت بدعه جديده في الوزاره وهي طابع جديد اسمه طابع الديوان بسعر خمسه جنيه الذي سعد جدا به المسئولين ولما لا فسوف يدر علي الوزاره كل يوم ملايين الجنيهات وبناء عليه قرروا منح ام روتين علاوه تشجعيه ومنحه شاليه في الساحل الشمالي المخصص لكبار الموظفين علي البحر مباشره به كل الكماليات هديه من الوزاره
قربت ام روتين زوجها معها ونقلته للوزاره في منصب مرموق حتي يكون عينيها ويدها في كل شبر ولم تعلم احد انه زوجها بل وعملت حركه تعديل الموظفين وقربت اليها المخلصين الاوفياء ونقلت الناقمين عليها والكارهين لها والي شعارهم مشي حالك وبلاش روتين ولم تمضي ايام الا وغرور ام روتين زاد بعد ان انعم عليها الوزير بالعلاوه وبدات ام روتين تلعب مع الكبار وخيل لها انها تستطيع تغيير الوزير وبدات تبحث له عن اي خطا او تمسك عليه اي ذله وبمجرد ماعلم الوزير بذلك حول ام روتين وزوجها للتحقيق بعده تهم ولما لم يجد الوزير علي ام روتين اي خطا سوي نقل زوجها بدون وجه حق اكتفي بنقلها الي الارياف مع زوجها وعادت ام روتين موظفه عاديه لتبدا من تحت الصفر.
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
