هذه القصص مترجمة عن مناهج الاحتلال الاسرائيلي التي يدرسها لابنائه
تلعب كتب المحتل الدراسية دوراً أساسياً وبارزاً في تعميق ثقافة الصراع مع العرب وتقديس ممارسة الإرهاب والإبادة والاستعمار الاستيطاني والتدمير تجاههم. ويسخّر «الاحتلال» الكتب الدراسية للتأكيد على أهمية استخدام القوة ضد كل من يقف في وجهه من الشعوب والأمم وبشكل خاص العرب والمسلمين، لأن العرب لا يفهمون إلا لغة القوة.
وتركّز المناهج التعليمية كذلك على (سفر يشوع) الذي يزخر بالقتل والإبادة للكنعانيين، والفخر والاعتزاز بحرق يشوع لمدينة أريحا بمن فيها من الأحياء حتى الحمير... تماماً كما يفعل الاحتلال الإسرائيلي حالياً في الضفة الغربية وغزة، ويعدّ "سفر يشوع" مصدر الإرهاب الصهيوني وأول مدرسة للأفكار الإرهابية في التاريخ البشري، ويشكِّل الشخصية الصهيونية المعاصرة القائمة على الإيمان بالاستعلاء والإرهاب والعنصرية (حسين، المجد الأردنية 28/1/2004(. ويؤرخ هذا السفر لحياة يشوع والحروب التي خاضها بنو (إسرائيل) ضد خصومهم والمذابح الجماعية التي ارتكبوها. ويزعم يشوع فيه أن «الرب» هو الذي أمره أن يقوم بتلك المذابح وباركها. وكان يشوع محارباً يتلذذ بمنظر أعدائه يُذبحون هم، وأطفالهم، وبطون نسائهم تُبقر، ومساكنهم تُدمر ومحاصيلهم تُحرق.
وهكذا كوّن ويكوّن سفر يشوع العقلية والشخصية الصهيونية المعاصرة، حيث ينشأ عليه الأطفال، ويدرسه طلبة المدارس. ويتعلمون الافتخار والاعتزاز والإعجاب بفتوحاته. ويطالب الحاخامات وقادة الفكر والأحزاب الصهيونية بالإقتداء به في تعاملهم مع العرب بشكل خاص وبقية غير اليهود بشكل عام.
ويتغلغل الإرهاب في الأدب الصهيوني ويتجلى بوضوح في الرواية الصهيونية المشهورة «اكسدوس الخروج» لكاتبها (ليون أوريس) حيث يقول بطل الرواية: "إن التدريب العسكري إجباري في «إسرائيل» للذكور والإناث، إنهم يتعلمون منذ الصغر كيف يستعملون السلاح" (طلاس، 1987(. وفي مكان آخر من الرواية يقول: "لقد خلقنا جيلاً من الطرزانات ليدافعوا عن «إسرائيل». إننا لا نستطيع أن نعطيكم غير حياة من الدماء".
بالرغم من أن جميع الكتب السماوية دعت إلى احترام كافة المذاهب والديانات المغايرة إلا أن التعليم الديني عند المحتل الإسرائيلي جاءت مغايرة فقد أوردت من الألفاظ القذرة والغير مقبولة في كتب التعليم الديني عنده ما لا يخطر على بال بشر، مثل: كلب، قذر، قاتل، مجرم، سفاح، نجس، خائن، متلون، جبان، كاذب، مغتصب، قاسي، لص، حقير...، ومن حكاياتهم الواردة في قصص الأطفال:
· (مقاصد الأثر من الحدود الشمالية)، والتي جاء فيها الكثير من العداء تجاه العرب ومن ذلك هذاالنص: "أي نوع من الرجال هؤلاء العرب؟ لا يقتلون إلا العزل من الأطفال والنساءوالشيوخ! لماذا لا يقتلوننا نحن الجنود".
· (أفرات)، وجاء فيها: "لقد أتى العرب أعمالاً وحشية ضداليهود، بحيث بدا العربي كائناً لا يعرف معنى الرحمة أو الشفقة، فالقتل والإجرامغريزة وهواية عنده، حتى صار لون الدم من أشهى ما يشتهيه... لقد باغت العرب اليهودواعتدوا عليهم كالحيوانات المفترسة، وراحوا يسلبون ممتلكاتهم، حتى المدارسوالمعابد الدينية لم تسلم من بطشهم... نساء وفتيات اليهود تعرضن للاغتصاب من قبلالعرب لأجل إشباع نزواتهم".
· (خريف أخضر): وهي قصة تحكي قصة أسير عربي طاعن في السن وقع في أيديالجنود اليهود، وتبرز القصة شخصية هذا الأسير هزيلة جبانة يفضي بأسراربلده من الخوف والجبن من دون أن يطلبها منه أحد، ويصر في تذلل على تقبيل أيديالجنود اليهود، في حين يمتنع اليهودي من الموافقة على ذلك التقبيل! يقول الجندي اليهودي: "لقد نفذ كل ما أمرته به، أحضرالماء، كما قام بمهمات مختلفة كنت أكلفه بها، وكان يعود في كل مرة كالكلب العائدإلى كوخه".) وفي نهاية القصة يستخدم الجنود اليهود هذا الأسير العربي معكلاب الألغام وينفجر به لغم فيقوم الجنود اليهود بإحراق جثته).
· (غبار الطرف)، جاء فيها على لسان يهودي ينصح يهودي آخر: "العرب مثل الكلاب، إذا رأوا أنك مرتبك ولا تقوم برد فعلعلى تحرشاتهم يهجمون عليك، وأما إذا قمت بضربهم فإنهم سيهربون كالكلاب"، ووقائع هذه القصة مطبقة بالفعل ونشاهدها على الحواجز العسكرية، حيث يُبادر الجنود بقتل الفلسطيني في كثير من الأحيان دون مبررات، فلديهم قاعدة تقول إن لم تبادر بقتله قتلك.
· (القرية العربية)، ومما جاء في هذه القصة: "إن شروط النظافة والمحافظة على الصحة تكاد تنعدم بين العرب، والإجراءاتالصحية التي لا يستطيع الإنسان العيش ساعة واحدة بدونها غير متوفرة في أي قريةعربية، حتى في القرى الغنية، ولعدم وجود المراحيض يقضي العرب حاجاتهم في أي مكان، فالأولاد يقضون حاجاتهم في الساحة أو الحظيرة أو البيت، أما الكبار فيأخذ الواحد منهم إبريقا ويخرج إلى الحقل، وعادة الاستحمام تكادتكون غير مألوفة عند العرب، وهناك بعض الفلاحين الذين لم يمس الماء أجسادهم منذ زمن طويل، وامرأة عربية أقسمت بالله أنها ولدت ستة أولاد دون أن يمس الماء جسدها،وهناك مثل عند العرب يقول: الطفل الوسخ أصح وأشد.فالعرب يرتدون الثيابولا يغيرونها إلى أن تبلى، حيث يغدو مليئا بالقمل والبراغيث ويكلح لونه، والعربيصانع القهوة يبصق في الفناجين كي ينظفها".
· (الأصدقاء)، تقول: "تقدم اليهودي الطيب (شمعون) بهدية مهمة ومناسبة لصديقه العربي (أحمد) الذي يقيم الليلة حفلة زفافه. كانت هدية اليهودي الطيب (شمعون) لصديقه (أحمد) عبارة عن "قطعة من الصابون"،لقد أحضر شمعون تلك "الصابون" لإدخال السرور على قلب صديقه وأسرته،لقد فرح العربيّ كثيراً بهذه الهدية القيمة، فقام وفتحها أمام الحضوروابتلع منها قطعة وناول ما تبقى منها إلى زوجته العربية! لكن شمعون بادر إلى صديقه موضحاً له أن الهدية ليست قطعة حلوى بل "صابون" للاستحمام وإزالة النجس والقذارة عن جسده المتسخ".